الهدية

جلبتْ لي عَوَالِمَ أُخْرىَ، هُنَا
حَيْثُ تَقِفُ أَشْجَارُ التَّنُّوبِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ سَارِيَةٌ
تَدَرَّجَتْ فِي حَوْضِ مُنْتَصَفِ النَّهَارِ لِظِلِّهَا،
حَيْثُ القَشُّ كَثِيفٌ فِي ثَبَاتِهَا،
وَضَعَتْ قَصَبًا عَلَى قَصَبٍ فِي حَرَارَةِ عِيدِ المِيلَادِ.

 

أَعْطَيْتَنِي مَحَطَّةَ التَّلِّ هذِهِ، وَالعَالَمَ

حَيْثُ كُلَّ يومٍ أَصْلُ الجِبَالِ سَحَابَةٌ

تَذْهَبُ ذَاخِرةً بِظِلِّ سَحَابَةٍ
أَقَلَّ بِكَثِيرٍ، عَبْرَ المُرُوجِ العَالِيَةِ، بَعِيدًا
نَحْوَ مَا بَعْدَ ظَهِيرَاتِ أَفْرِيقْيَا الجَبَلِيَّةِ.

كَانَتْ هُنَاكَ مَرَّةً أُخْرَى، فِي ذلِكَ البَلَدِ العَالِيِّ،
حَيْثُ يُمْكِنُ أَنْ نُشَاهِدَ تِلْكَ الغُيُومَ
تَذْهَبُ مُمْتَطِيةً ظِلَالَهَا
عَالِيًا فَوْقَ طُرُقِ قِطَعِ الأَشْجَارِ، وَالشَّلَّالاَتِ،
وَتَعُودُ إِلَى الجِبَالِ المَخْدُودَةِ بِحِجَارَتِهَا.

جَلَبت عَالَـمًا حَيْثُ الحُبُّ يَعُودُ إِلَيْنَا–

السُّهُولُ وَشَاعِرِيَّتُهَا، وَالفَضَاءُ مُبَقَّعٌ تَحْتَ لُعْبَةِ الضَّوْءِ وَالظِّلِّ،
وَذلِكَ يَحْمِلُنَا كَمَا لَوْ أَنَّ سُحُبَهَا المُتَمَدِّدَةَ تَجْرِي، وَتَتَبَخَّرُ،

بَعِيدًا كَمَا (وِينْتَرْبِيرْج)، المُتَقَوِّسُ بَعِيدًا تِجَاهَ الجَنُوبِ،

وَبَعِيدًا كَمَا (أَمَاتُولَاس)، وَجِبَالُ (كَالْف).

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء