الهاتف الأسود

 

لقد اتّصلتُ بالأرقام القديمة

مع رغبة غامضة في الحصول على إجابات،

مع العلم بأن لا أحد ينتظرني.

مع رغبة عقيمة في سماع أصوات الأحباب

يتعرَّفون أيضاً على صوتي.

هاتفي أسود،

وفي الليل، يزداد سواداً،

سمعت فقط صوت النداء إلى القبور.

وأنا في منزلي وحدي.

يتكسَّرُ الصّباح

في الزجاج المتكدر، الصَّيف قادم.

تُغنّي الطيور،

ولا أعلم إن كان هناك عزاء.

مع الضَّوء العاري الذي يشرق

عارياً أدخل السرير،

ورنَّ الهاتف

أسرِعُ

أقول له أن يتكلّم .

صمت مُستمِر، وأنا أعلم أنهم يتحدثون.

هل يخرج الصوت من أحد الأفواه الميتة،

أو ربما، وحده، يوجد في صممي؟

أسمع الطيور مرة أخرى

وأنا أعلم أنَّهم هم الذين يغنّون،

بهشة وأبدية.

يجب أن أتحدَّث

مع من،

إذا لم تخرج أصوات من فمي أيضاً.

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء