النظرية والتطبيق

كان يتفكّرُ في الحُبّ ،
لكنْ هل الحبُّ للتفَكُّرِ ؟ هل تتصالحُ العاطفةُ والعقلُ ؟
نعم : لقد خلَقَ مسافةً ، بينه ، هو ، الكائنِ الحقيقيّ ، ذي الجسدِ الذي يُمْلي قوانينَه
وبين تلك الكينونةِ المجرّدة حيثُ تتشكّلُ الأفكارُ
وحيثُ بمقدورهِ أن يرسُمَ صورةً ذهنيّةً للتصنيفاتِ غيرِالشخصيّةِ التي دخَلَها :
الحبّ نفسِهِ.
المشكلة أن ّالروحَ ، أو النفسَ ، اللتَينِ صاغَتا تلكَ المفاهيمَ الجميلةَ
لا تستطيعانِ البقاءَ بدونِ الجسدِ ،
وبمجرّدِ ذِكْرِ الحُبِّ، يتشكّلُ جسدٌ آخَرُ داخل الفكرةِ
جسدٌ له وجهٌ ، وشفتان ، وشَعرٌ ، وبَشَرةٌ ، وصوتٌ...
جسدٌ رقيقُ التثَنّي، قادرٌ على إزاحةِ كلِ مباديء العِلْمِ.
الحقّ ، كيف لك أن ترسُمَ خطوطَ نظريّةٍ ، بينما يداكَ تدخلانِ  الجُمَلَ،
وتُفسِدانِ التناسُقَ بين المَقاطعِ والصفحاتِ ،
وتُلَوِّثانِ يَباسَ الأسماءِ بإنسانيّةِ الغمغمةِ؟
إذاً  ، لا تُفَكِّرْ بالحُبّ ،
تَوَقَّفْ عن الكتابةِ :
وضُمَّ إليكَ الجسَدَ الذي أقلَقَكَ ،
مثل الـمُثُلِ الأكثر ملموسيّةً
أو المفارَقاتِ الأبهى جَمالاً.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء