الموت

هذا أنت!  الاسم الأبدي بدون تاريخ،

الصِّراع الهائج للبحر مع العطش

جُرف من الماء يهدِّدك بالغرق

على جسمي المصقول، صفيحة بدون ذكرى.

 

هذا أنت، ظلُّ البحر القوي،

غضب عظيم أخضر حيث جميع الأسماك كأحجار في الهواء،

خُمود أو كدر يتهدَّد حياتي

كحبٍّ يُنهي الموت.

 

اقتلني إذا أردت، يا بحر الرصّاص الكافر،

نقطة ماء شاسعة تحتوي على كل الأرض،

نار مدمِّرَة لحياتي غير المُلهمة

هنا على الشّاطيء حيث الضوء يزحف.

 

اقتلني هكذا بخنجر، شمس ذهبيّة أو جلِيّة،

نظرة حادّة لعين معصومة،

عناق قويّ حيث يكون العراء برداً،

صاعقة تبحث في صدري عن قدرها.

 

آه! قريباً، قريباً؛ أريد أن أموت أمامك أيُّها البحر،

أمامك، أيها البحر عمودياً حيت زبدك يطال السماوات،

حيث أفلاك الأسماك بين السُّحب

إنَّهم كعصافير أضاعت العمق!

 

يُقبلُ إلَيَّ زبدك الزاحف، الشّفاف،

تُقبل الأذرع الخضراء لتنهار،

يُقبِلُ الاختناق لذا انقباض الجسد

يغرق تحت الشِّفاه السوداء التي تتهدَّم.

 

تنير الشمس البنفسجيَّة على الموت المُصْمَت

يُقبل الموت الكلّي على الشّاطيء الذي أحمِل،

على هذا الشاطيء الأرضي الذي فوق صدري ينجذب،

حيث بعض الأرجل تبدو هاربة.

 

أريد اللَّون الوردي أو الحياة،

أريد الأحمر ولونه الأصفر المحموم،

أريد هذا النَّفَق حيث يتحلَّل اللون

إلى أسود خادع، به يبتسم الموت.

 

أريد تقبيل عاج الصَّمت ما قبل الأخير،

عندما ينسحب البحر مُتَعجِّلاً،

حيث لا تبقى إلا بعض الصّدفات على الرمال،

بعض النّدف الباردة لبعض الأسماك المتحابّة.

 

موت كحفنة رمل،

كماء في حفرة أضحى وحيداً،

كنورس في منتصف الليل

بلون الدم على بحر غير موجود.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء