الموت الوردي

ستُرْشِد الأخطبوطات المجنّحة لِمرّة أخيرة

القاربَ الذي صُنِعتْ أشرعتُه من هذا النهار الأوحد ساعةً ساعة

إنّها السّهرة الوحيدة التي ستشعر إثْرها

بأنّ الشّمس تصعد في شَعرك بيضاءَ وسوداء

من الزّنازين سيَرشَح مشروب روحيّ أقوى من الموت

حين نتأمّله من فوق هاوية

ستتّكئ المذنّبات بحنان على الغابات قبل أن تصعقَها

وكلّ شيء سيَنتقل إلى الحُبّ الذي لا يتجزّأ

إذا ما حدث أن اختفى وازعُ الأنهار

قبل أن يسود تماماً ظلامُ الليل ستُعاين

الوقفةَ الكبرى للفِضّة

على شجرة خوخ مزهرة ستَظهر الأيادي

التي كتبتْ هذه الأبيات والتي ستصيرُ مغازلَ من فِضّة

هي أيضاً وأيضاً سُنونوات من فِضّة على نَوْل المطر

سترى الأفقَ ينفتحُ قليلاً وسيُقضى فجأةً  على قُبْلةِ الفضاء

لكنّ الخوف سيكون وقتَها قد كفّ عن الوجود وبلاطات السّماء والبحر

ستُطيّرها الرّيحُ الأقوى منّا

ما الذي سأفعله بارتعاشِ صوتك

يا فأرةً ترقص الڤالس حول النَّجفة الوحيدة التي لن تسقط

كرافِعةٍ في يد الزّمن

سأُصْعِد قلوب البشر

من أجل رَجمٍ أسْمى

سيُحوِّم جوعي مثلما ماسة نُحِتتْ أكثرَ ممّا يجب

سيَضفِر شَعر ابنته النّار

صمتٌ وحياة

لكنّ أسماء العشّاق ستُنْسى

مثلما قطرة الدّم التي هي زهرة جميلة

في الضّوء المجنون

غداً ستكذبين على شبابكِ نفسه

على شبابك العظيم يا يراعة

الأصداء سَتَشدّ لوحدها وبشدّة كلّ هذه الأماكن التي كانتْ

وفي الامتداد النّباتي اللانهائيّ والشّفاف

ستتجوّلين في رفقة السّرعة

التي تأتمر بأوامرها دوابُّ الأَحراج

حُطامي ربّما سيٌسبّب لكِ خدوشاً

دون أن تَريْهِ كما لو أنّك هويتِ على سلاح طافٍ

ذلك أنّني سأنتمي إلى الفراغ المماثل لأدراج

سُلّم تُسمّى حركته بصعوبة أكيدة

إليكِ بالعطور من تلك اللحظةِ العطورِ الممنوعة

حشيشةُ الملاك

تحتَ الزَّبد الأجوف وتحت خُطاك التي ليستْ خُطىً

أحلامي ستكون قَطعِيّة وغيرَ ذاتِ جَدوى كما صوت جفون الماء في الظِّل

سأنفذ إلى أحلامك لأسبِر فيها عمقَ دموعك

نداءاتي ستتركك متردّدة  بلطف

وفي القطار المُنْشأ من سلاحفِ جليدٍ

لن يكون عليكِ أن تقرعي ناقوس الخطر

ستصِلين وحيدةً إلى ذلك الشّاطئ المعزول

حيثُ نجمةٌ ستحُطّ على أمتعتك التي من رمل.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء