المواطن المجهول

(إلى جيه إس صفر سبعة ميم ثلاثة سبعة ثمانية

هذا النصب الرخامي مقام بمعرفة الولاية)

 

شخصٌ لم تقدَّم فيه شكوى رسمية

وتُجمع كلُّ تقاريره السلوكية أنه كان

بالمعنى الحديث للكلمة البالية

قديسا،

ففي كل ما قام به

كان يخدم المجتمع الأعظم.

وفيما خلا فترة الحرب

ظل حتى يوم تقاعده

يعمل في مصنع،

لم يتعرض للفصل

بل رضي عنه مديروه في مصنع سيارات فَدْج.

لم يكن عاملا مشاغبا أو غريب الأفكار،

وتفيد تقاريره النقابية أنه كان يدفع مستحقاته

(كما تفيد تقاريرنا بصحة تقارير نقابته)

تبين لعمّالنا في علم النفس الاجتماعي

أنه كان محبوبا من أقرانه وكان يحب الشراب.

والصحافةُ مقتنعة أنه كان يشتري الجريدة كل يوم

وأن ردود أفعاله على الإعلانات كانت طبيعية بكل المعاني.

تؤكد البوالص المسجلة باسمه أنه كان مؤمَّنًا تماما

وتوضح بطاقته الصحية أنه دخل المستشفى مرة لكنه خرج منها معافى.

وتشير أبحاث الإنتاج ودرجات الحياة العليا

إلى أنه كان عاقلا تماما في تعامله مع مزايا نظام التقسيط

وكان لديه كل ما يلزم الإنسان المعاصر:

فونغراف ومذياع وسيارة وثلاجة.

أما باحثونا في مجال قياس الرأي العام فعلى قناعة تامة

بأنه كان يتبنى الآراء المناسبة لأوقات السنة المختلفة

ففي السلام أيَّد السلام، وفي الحرب

ذهب إلى الحرب.

تزوج، وأضاف إلى التعداد خمسة أطفال

وهذا طبقا لعلمائنا في مجال النسل هو العدد المناسب لوالدين في جيله.

وتشير تقارير معلمينا إلى أنه لم يتدخل قط في تعليمهم.

هل كان حرا؟ هل كان سعيدا؟ تلك أسئلة عبثية:

فلو كان هناك أدنى خطأ، لكنا يقينا عرفنا به.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء