المناطقُ الصناعية

المصابيحُ تشعلُ مشرقةً، والمباني تشعلُ زاهيةً، والآلاتُ تشعلُ براقةً

والتعبُ يشعلُ مشرقًا والمخططاتُ تنيرُ مشرقةً. . .

هذه ليلةُ الأحدِ. ليلةُ الخامسُ عشر من أغسطس

القمرُ حلقةٌ فارغةٌ بين أشجارِ الليتشي

ونسيمٌ باردٌ يترنحُ داخلَ جسمٍ أبيض نقي، وسنواتٌ بلا كلماتٍ،

صمتُ الأعشابِ دائمةِ الخضرةِ وحشراتٌ تصيحُ

ومصابيحُ مدينةِ بأكملها تشتعلُ مشرقةً

داخل المصانعِ ولهجاتٌ عديدةٌ والحنينُ شديدٌ إلى الموطنِ،

وكثيرٌ من العمالِ الواهنين النحاف يسكنون هناك وكثيرٌ من ضوءِ القمرِ

يشعُ على آلاتِ ومخططاتِ يوم الأحد. والآن كل هذا يصعدُ

ساطعًا على وجهي. وببطء، أكاد أفقدُ قلبي.

 

مصابيحٌ وهاجةٌ كثيرةٌ وناسٌ كثيرون يمرون.

ضع نفسك الآن داخلَ المصانعِ المشرقةِ والذكرياتِ والآلاتِ.

ضوءُ القمر الأبكم وضوءُ المصابيح مثلي

ضئيلٌ جدًا، مجرد أجزاء من قطعِ الغيارِ، وخيوطٌ

تقدم أجسادَها الضعيفة لتدفئ صخبَ المصانعِ وضوضاءها.

وكل دموعِ الفرحِ والألمِ التي بكيناها سابقًا

وتلك الأفكارُ النبيلةُ المتواضعة، وتلك الأرواحُ

المشعةُ التي خزنها ضوءُ القمرِ بدأت تبتعد

وتتلاشى كشعاعاتٍ تائهةٍ في النورِ

لا يلاحظها أحدٌ.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء