المسكن المهجور

 

اسم واحد فقط: اسمك. أحمِلُه مشتعِلاً على جِلدي.

كتبته على راحة يدي،

أضعه بين أصابعي، في متاهة الأذن،

أغطّيه بورقة ذهبية على لوحة المذبح الباروكي.

يمكنني أن أسمِّيك النارَ عندما أنظرُ إلى الشَّفق.

يمكنني أن أسمِّيك النور عندما أنظر إلى النجوم.

 

و التُّراب فوق القبر الذي يمزج الترابَ بالتراب.

يمكنني أن أسمِّيك الغياب داخل حظيرة هذا المنزل

و – وحدة - لمّا أرى نفسي،

و موتاً، عندما أكتشف أنك مَيت.

ويمكنني أن أخلط اسمَك باسمي،

وأسمّيك، جبلاً، طائراً، أو نهراً،

لأني كُنتُ لبلاباً وداليّة و طُحلباً

متعلقة بالجذع ومُلتصِقة بالجدار.

يُمكنني التجوّل عبر العالم وأَحيكُ السنوات،

وأسمّيك قُرحة، جرحاً، بيتاً شعرياً.

يمكنني شرب عصارة حياتك في كوب منحوت من الذِّكرى،

يمكنني أن أبتلع الوردة الأشد سواداً

وأن أًحطِّم دويّ الأصداء.

يجب أن نصرخ باسمك.

اسم رئيس الملائكة مع السمكة والصنارة.

إنَّك ثروتي، زادي، وطني.

سفينتي وسط العاصفة،

قفلي المفتوح.

أنت جفوني، أحلامي الجميلة،

انقباض وانبساط قلب بدون عرناس.

أنتَ أنا، في مسكني حيث تطوف رِجلاي وجناحاي.

أنت وأنا مدحوران، مطرودان من جنتنا

بالكاد تذوَّقنا لُبَّ التفاحة،

مرميان بجرح ساطع في هذه الدار الخربة،

المهجورة منذ مدة.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء