الليل

  لماذا أهواكَ، أيها الليل المضيء

  أهواك هوى يبرح روحي حينما أستمتع بك!

  ومالي هائم بك، أيها الليل الساكن!

  أنت لا تهب الراحة لي، وإنما لغيري!

  مالي وما للنجوم والقمر والسماء والغيوم

  وهذا الضوء المنساب على الأحجار الباردة

  - محولاً ندى الأزهار إلى الماس –

  يعدو نحو البحر، مثل طريق ذهبي؟

   أيها الليل! لماذا أحب ضوءك الفضي!

   أَتُخَفِّفُ كرب الدموع الدفينة،

  أتمنح القلب الصادي أمانيه،

  وتجيب عن سؤال الشكوك الثقيل!

  مالي وما لسحر التلال وارتعاش الأوراق الوسنانة

  وأمواج البحر المعتم الصاخبة أبدًا،

  وأصوات خشاش الحدائق في الظلام

  وحديث الينابيع الدافق المتناغم؟

  أيها الليلُ! لماذا أهوى صخبكَ المبهم!

  أيروح أعماق الروح المحمومة

  أيهدئ عاصفة الأفكار المتمردة؟

  كل شيء أشد حرارة في الظلام وأوضح صوتًا في السكون.

  لستُ أدري، لماذا أهواك أيها الليل،

  أهواك هوىّ يبرح روحي حينما أستمتع بك!

  لستُ أدري، لماذا أهواك أيها الليل،

  لعلني أهواكَ لأن الهدوء ناءٍ عني.

  أليست عواطفي

  تثيرُ العواصف

  وليس بوسعي

  صراع العواصف؟

  هبت العاصفة

  والأفكار والبرد،

  وأمطرت الغيوم

  على الحديقة الخضراء.

  رباه! على أوراق

  الزهرة الساقطة

   لآلئ كالماس

  أو ليس هو دموعي؟

  أم لدى الطبيعة

  كما للقلب في الحياة،

  بسمتها

  وفواجعها؟

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء