القاضي الجوّال

انتبه –أيها المسافرُ- إلى الثلومِ القاسيةِ
التي حفرَتْها الريحُ والأمطارُ
في شاهدِ قبري.
كأنَّ مقتاً شديداً ، أو آلهةَ انتقامٍ خفيةً
تسجِّلُ ضديّ النقطةَ تلوَ النقطةِ
لتمحقَ ذكرايَ .. لا لِتحفَظَها.
كنتُ في حياتي قاضياَ جوّالاً؛ أسجِّلُ العلاماتِ
لا أستندُ في الأحكامِ
على صوابٍ أو عدلٍ ،
بل على ما يحرزُ المحامونَ مِن نقاطٍ!
آهٍ أيتها الريحُ والأمطارُ!
اغربي عن شاهِدِ قبري.
فلا غضَبُ المظلومينَ
ولا لعناتُ المساكينِ
بِأسوأَ مِن رقادي صامتاً
مبصِراً –رغم ذاك- في رؤيةٍ جليّةٍ
أنّ "هود بات" – حتى "هود بات"
القاتلَ الذي أمرتُ بشنقهِ
أكثرُ منّي .. براءةً في الروح!

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء