الغرفة البيضاء

الواضح عصيٌّ على البرهان

والكثيرون يفضّلون الخبيء

وأنا منهم.

أصغيتُ إلى الأشجار

لديها سِرٌّ

أوشكتْ أن تذيعَه لي،

ثم أحجمتْ.

حلّ الصّيف

وكلّ شجرةٍ في شارعي

كانت لها شهرزادُها

ولياليَّ كانت جزءاً من قّصِّها الغرائبيّ.

كنا نلِجُ البيوتَ المظلمة،

المزيد والمزيد من البيوت المظلمة

الصامتة والمهجورة.

أحدٌ ما بعينيه المطبقتين

هناك في الطوابق العليا.

جعلني الاستغراق فيه،

والعجب بمنأى عن النوم.

الحقيقة صارخة وباردة،

قالت المرأة

التي ارتدت الأبيض دائماً

ولم تغادر غرفتها إلا لماماً.

 

أشارت الشمس إلى واحد أو اثنين

من الأشياء التي نجتْ

مما لم يمسّها الليل الطويل،

تلك هي الأشياء الأكثر بساطةً،

العصيّة في وضوحها

لم يبدر منها أدنى ضجيج.

كان يوماً من النوع الذي يصفه الناسُ بأنه “كامل.”

هل تنكّرت الآلهةُ

كدبابيس شَعرٍ سوداء؟ مرآةِ يدٍ؟

مشطٍ ذي سنٍّ مفقودة؟

لا! لم يكن الأمر كذلك.

إنها الأشياء كما هي،

سكونٌ خادعٌ كامد

في سطوعِ ذلك الضوء،

بينما الأشجار تترقّبُ الليل.

 

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء