الظهور في دور موجز

لديَّ سَطْرٌ صغيرٌ، كتوم

في ملحمة دامية.

كنتُ فرداً من الإنسانيّة الذاهلةِ الهاربة.

وفي المدى كان قائدنا الفذّ

يصيح كديكٍ من على الشُّرفة،

أو لعلّه كان ممثلاً فذّاً

يشخصنُ قائدنا الفذّ؟

كنتُ هناك، قلتُ لصغاري.

محشوراً بين الرجل ذي اليدين المضمدتين المرفوعتين

وبين المرأة بفمها الفاغر

وكأنها كانت تعرض أمامنا ضرساً لها

يؤلمها أيّما إيلام.

والمرّاتُ المائة التي أرجعتُ فيها الشّريط،

لم أجد أن أحدهم قد صوّر لقطةً لي

في ذلك الحشد المترامي،

الذي كان يشبه أيَّ حَشْدٍ رماديٍّ آخر.

هلمّوا إلى الفراش، أخيراً قلتُ.

أنا موقنٌ أني كنتُ هناك.

جولة كاميرا

واحدة فحسب كانتْ كلَّ ما أعطوه من وقتهم.

ركضْنا، هواءُ الطّائرات رعى شعرَنا،

لتتلاشى بعد ذلك.

ونحن واقفون يلفّنا دوار في المدينة المشتعلة،

لكنهم، بالطبع، لم يصوِّروا ذلك.

 

 

المصدر: مجلة قناص

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء