الشحاذ

عندما مررتُ بمحطةِ الأوتوبيسِ

امتدت يدهُ السوداءُ

تطلبُ فلسًا.

 

تحت تكشيرته

كان رجلاً مصفرًا وضئيلَ الحجمِ

متكسرًا كأنه منشفةٌ

العينان تحولتا إلى عظام.

 

يرتجف،

نحيل الهيكل

قلت لليدِ الممدودةِ لا..

ومشيتُ

متضايقًا، لأني قد تضايقت

عرقتُ خجلاً.

طول الطريقِ إلى المدينةِ

كنتُ أتصببُ بعرقي خجلاً

عدتُ بعد نهارٍ طويلٍ،

توقفت.

والسماءُ أصبحت صافيةً بشكلٍ مفاجئٍ،

تغنت بصيفٍ ينحني

على أشرعةٍ بيضاءٍ في الخليجِ.

 

الطيورُ تحلقُ مرةً أخرى.

بحثتُ عنه.

كان راقدُا على ظهرهِ في الشمسِ،

العيونُ مغلقةٌ

ممتد كشيءٍ لا تميزه بسهولةٍ عن غيرهِ من الأشياءِ

فيضٌ من المخلفاتِ

(سكيرٌ آخر)

قلت لنفسي

توقفت،

دسستُ دراهمَ قليلةً في راحتهِ.

بسرعةِ المصيدةِ أغلق كفَه.

فاجأني صفاءُ عينين،

تباركني على رقتي.

ثم نامَ مرةً أخرى.

كفه مضمومةٌ بشدةٍ على الرشوةِ،

التي قدمها ورفضها، إحساسي بالذنب.

كانت أطرافُه ممتدةً

كأنما قد مرتْ سيارةٌ مسرعةٌ فوقَه

وتركته أجزاءً تتعافى في الشمسِ.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء