السمكة

حالما وضع النادل العجوز

السمكة التي طلبتها أمامي ،

بدأتْ في التحديق في وجهي

بعين مسطحة تشع بأطياف قوس قزح.

 

"أشعر بالأسف من أجلك،" كأنها قالت لي،

"تأكل وحيدا في هذا المطعم البائس

غارقا في أضواء شاحبة

ومحاطا

بهذه الرسومات المروعة لجزيرة صقلية."

 

"وأنا أيضا أشعر بالأسف نحوكِ،

انتزعوك من البحر والآن ترقدين ميتة

بجوار بعض البطاطس المسلوقة في بيتسبرغ،"

قلت للسمكة رافعًا شوكتي.

 

وهكذا في مدينة غير مألوفة لي

بما فيها من أنهار وجسور مضاءة

كان عشائي مباركا ليس فقط بالنبيذ المثلج

وشرائح الليمون

ولكن أيضا بالشفقة والحزن.

 

وحتى بعد أن أزال النادل الطبق

ظل رأس السمكة يحدق بي،

من قبو عظامها الرقيقة الذي كان مكشوفا

ومرعبا،

باستثناء كفن من البقدونس.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء