الربيع قادم

كيف وجدت مذاق المنفى يا حبيبي

وكيف وجدت طعم الوحدة؟

أن تعرف شعور الشمس في السماء الفارغة

أن تعرف شعور الانعكاس في وحشة المرآة

أن تعرف شعور القلب بالوحدة في قفص الصدر…

الحياة تسحبنا لزقاق حيث عواصف الثلج تهب نحونا،

طريق بعد طريق يمر بنا عبر

قاعة من مرايا تسخر منا.

ستنسى أقدامنا لحن النزهات

وأيدينا لم تعد تسمع الدم محتدمًا

بين الأوردة الضيقة.

وستكون قلوبنا واهنة يتسرب الحب منها.

ربما لا.

لا أعرف.

لكنني أعرف، يا حبي

أن هناك طريقًا للعودة، من خلال مرآة الذاكرة.

وها أنا أمد يدي لفصل المعجزات البسيطة.

كان الربيع حريرًا فردوسيًا عندما قلت لي

"مرحبا بالأخت الصغيرة"

فوراء مظهري المراهق عاشت طفلة - تلميذة عمرها ألف عام.

وفيما بعد، غمرت رسائلك عينيَّ المظلمتين بالنور

وكانت تلك الرسائل عرفان الشعر لي.

بعد سنوات بين عنادل المدينة

سمعت ملحمة الملوك يغنيها لسانك

وحسدت طائر العنقاء يحلِّق فوق الغابات

ويحيِّي أشجار السرو الفضفاضة.

وكان لرنين أجراس الكنائس

خشخشة إبل القوافل في الملاحم.

والآن وقد ذهبت القافلة في غبار الصحراء

والآن يا سائق الجمال، يا أخي يا حامل ثقل الوحدة

كيف وجدت مذاق الفراق؟

في هذا العالم حروف متناثرة

تتهجَّى ذاتها بصوتٍ عالٍ وتهتف لك:

انتظر يا حبيبي، سوف يأتي الربيع!

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء