الحائكة

جلستُ على ذلك المقعد الخشبي
كمثل ذات مرة
من كم سنة خلت...؟
وهي كمثل تلك المرة
مسكونة بالمقعد
جالسة هناك...

وليس بفعل الكلام كان صدى النغم
بل بفعل الإبتسامة المليئة رحمة
تركت يداها الفاتنتان لفافة النسيج

بكيتُ، وقلت لها: كيف استطعتُ
يا أعذب من رأيت
أن أتركك و أعانق الرحيل...؟
بكت، وأجابت بلمحة صامتة:
كيف استطعتَ؟

تأوّهَتْ بحرقة
ومن وسط الصمت
من الخزنة
سَحبتْ مشبك الخيط
مررته في ثقب الإبرة
فارتجع كمن لا يريد العبور.

خنقني البكاء، وسألتها:
ما بالها صماء لا تحيك، ما بالها؟
تطلعتْ إليّ، فيما اعتلى محيّاها الحياء
والطيبة والبهاء:
أوتسأل مابالها ....؟

بكتْ وبكيت،
وبكى الحنين على الجبين بصمت
أولم يقولوا لك؟...
ها أنت لا تدري
بأنني مت من سنين
لكنني أحيا بذكراك وأذوب بداخلك.

أنا ميتة نعم، أنا ميتة!
وإذا ما أحيك الآن
أحيك من أجل أن تراني أنت
كيف ذلك؟ لا أستطيع أن أقول لك
عند هذا النسيج الخفيف
مع الضباب الشفيف
تحت صنوبرات المقابر
وأنت أيها العابر
أمام النهاية
عليك أن تدرك الآن
أنني لست هنا
لكني فقط
أنام بداخلك.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء