الجسر

قضيتُ معظم حياتي
أبْني جسراً على البحر
رغم أنّ البحر كان شاسعا جدًّا.
أنا فخور بالجسر
المعلّق في هواء البحر النقيّ.

جاء ماتشادو لزيارتي
وقد جلسنا على نهاية الجسر،
وكانت هذه فكرته.
الآن وقد أصبحتُ رجلاً عجوزاً فإنّ العملَ يتقدّم ببُطْء.
حتى وأنا على حافّة الموتِ فإني أريدُهُ هنا
عالياً فوق البحر ملفوفاً بأغطية دافئة
تحميه من عواصف نهاية الخريف القطبية،
من دويّ الأمواج المتكسّرة وَهدير البحر،
ومن قيعان خضراء بين الأمواج بِعُمق ثلاثة وثلاثين مترا.
أحياناً يهدرُ البحرُ ويعوي مثل حيوان،
واسعٌ مثل قارّة ونابضٌ بالحياة.
كمْ جميل أنْ تُنصت خلال هذه الموسيقى الصاخبة
إلى موسيقى النشاط الآدمي الخفيفة،
إلى العلاقة المرهفة بين الناس والمجرّات.
أجلسُ إذنْ على الحافّة، مُؤرْجِحاً رِجْليَّ
فوقَ الهاوية. سيكونُ القمرُ هذه الليلةَ في حِجْري.
هذا هو عملي، أنْ أدرسَ الكونَ من جسري. لي السماء والبحر،
ولي الشريط الأخضر الباهت للغابة الكندية على الساحل البعيد.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء