البحر والضباب

هلمّ إلي أيها الضباب
هلمّ لسمائي الرمادية
السماء أبدية
والضباب جاثم على ركبتيه

أيها الملائكي الحبيب
يا غبار يومي العادي
لا تخشى هذا الصباح
حيث أستيقظ على غرّة

هلمّي إلىّ
أيتها الطريق
أيتها الريح الحانية
هلمّي إلي برفق
فالعمر يحزم أمتعته

واصغ إلي، فالروح
والبحر والأصدقاء
كلهم قد رحلوا صوب المنفى
حيث البياض،
والنافذة المهجورة وحيدة

لا تخف يا حبيبي
فليس ثمة أثر للضباب
وليس ثمة معنى للضباب
هو محض غيمة عابرة

ولا أحد قادم
في هذه الليلة الضبابية
فالتلّة تدلف وحيدة صوب
هذا الليل
رويدا رويدا
ونحن نسينا النبوءة
والعشب الطري
تحت أقدامناـ
والخوف دائما

تمر أيامنا
مثلما نمرّ بها
تتلاشى بعيدا
هنا حيث تتسمّر الحياة

تأخذنا الملائكة الأنيقة
من أيادينا
نحثّ الخطى
صوب الشاطىء البعيد وحدنا
والشاطىء يتسمّر خدرا

وأنا أعود للضباب
لأن الضباب أناي
للضباب جاذبية
لا يحوزها جل البشر
والضباب يملأ المدى

كم هو وحيد هذا الإنسان
وأكثر هشاشة من الحلم
متجذّرا
كالشجرة

ليس للدم رائحة العطر
لكنه في بعض المدن
ينزف كالحرية

فالضباب
هو النذير
هو البشير
هو الوفي
هو الرفيق
هو وحدة المفاهيم

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء