الأنصاب الحجرية

كان لا بدّ من وجود هذا البحر،
في هذا الخليج الصغير، حيث يرتاح،
ويتأمَّل ذاته،
يتساءل
حول الحركة،
ويجذّف باتجاهنا.

نحن ثبات في حركة،
نجتاز الدَّيمومة.

نحن الدّيمومة
توقّفتْ
كي ترى ذاتها تمرّ.

نحن مجبولون
من صيحات النّوارس
وقد وصلتْ من أقاصي العالم،
متْعَبَة.

كنّا في الماضي
شيئاً ما ذا أهمية،
وحكَمْنا.

كنّا الموسيقى
في هذه الأراضي البور
التي لانهاية لها.

نحن احتجاج
على الفضاء الفارغ.
نحن ثمرةُ
حاجَتِنا إلى اللمس.
والحاجة إلى الانتصاب.
نحن صرخة
ضدّ الصّرخة
التي نجسّدها.

منغرسون هنا
ضدّ التأرجح،
ضد المدّ والجزر
ضد الريح.

البحر-أين هو؟-
يأتي إلينا
على هيئة مطر.
كي يجْلدَنا
كي يغسلنا ؟
لا لشيء
إلا لكي يحيِّينا؟
ويغذّي بُهاق الصّخر الذي يعلونا؟

نلتفُّ على أنفسنا
ننسحب إلى ذواتنا
ومع ذلك نرى
من دون أن نفتقر إلى الشفقة،
كلَّ ما يأتي
حولنا
ولا يدوم:
هذه الغيوم، هذه الأعشاب
وهؤلاء البشر.

رأينا منهم
الرَّاكعين
كما تركع الشمس
للمساء
كما لو كنّا نحن
الذين نحرّضهم على ذلك،
كما لو أنّ المغيب
أضفى علينا قداسة،
حتى نشهد أمامه.

لسنا جيشاً سائراً نحو العدالة.
بل باتجاه توازن صعب
في نصف دائرة
مع حجر مسطّح
حيث يمكن للدم أن يهرق.

نذهب
إلى حيث نذهب
عندما نصل.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء