استدراك

 

مصاباً بالفصام

يتنازعني طريقان

أحدهما نثرٌ مبتذلٌ، لكاتبٍ هزيل

لقد ربحت منفاي

وتسكّعتُ لأميالٍ على هذا الشاطيء المقمر

مدبوغاً، محترقاً

لعلّي أستطيعُ الانسلاخ من هذا الحبّ الشاسع

الذي هو حبُّ الذات

من أجلِ أن تغيّر لغتك

عليكَ أن تغيّر حياتك

وليس بمقدوري تقويم الأخطاء القديمة

فالأمواجُ، تعودُ متعبةً من الآفاق

والنوارس، تندبُ بألسنتِها الصدئة

قواربَ متعفّنةً على الشاطيء

كما لو أنّها غيمةٌ من المناقيرالسامّة

في ( شارلوتفيل ) مرّةً ظننتُ

أنّ حبّ الوطن يكفي

والآن، حين قرّرتُ اختياره

لم أجد غرفةً في هذا الحضيض

أتحرّى جذورَ الأفكارالجميلة

مثل الكلاب

من أجل فُتاتِ الإحسان

مقترباً من منتصف العمر

جلدي المحترق يتقشّر من يدي،

، كالورقة، كالبصلِ الرقيق

مثل متاهةِ (بيير جينت)

ليسَ في قلبي شيءٌ

ولا حتّى الفزع من الموت

فأنا أعرف كثيراً من الموتى

تبدو شخوصُهم مألوفةً

حتى وإن اختلفت طرق موتهم

في النار لا يخشى اللّحم فوهةَ تنّور

صاعدةً من الأرض

أو أتوناً منبعثاً من رماد الشمس

حتّى القمر المنجليُّ الداكن الساطع

لم يعد يلوّن بالبياض ثانيةً صفحة الشاطيء

مثل ورقة فارغة

غير مكترث

كما لو أنّه يعيشُ حالاتٍ مختلفة

من الغضبِ العارم

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء