أن تعود إلى الأشجار

عتيقة، هذه السنديانة،

عتيقة، شجرةُ لوز البحرِ هذه

ولا تجفلُ تحت الرذاذ.

في هذا البستان الشّائخ

على الطريق البحريّة إلى كومانا.

أن تعودَ إلى الأشجار،

أن تذويَ مثل هذه الشجرة،

السنديانة الراسخة

للواعظ الـمُرعدِ بِنْ جونسون!

أو هل تراني أتمدّدُ

كتلك اللوزةِ المقطوعة

حين أكتبُ مُتَطَلِّعاً لأنْ أهرمَ-

شاعراً متغضّناً

مُلْتَحٍ بالزّوبعة،

أوزانُه كالرّعدِ؟

ليس الأمرُ البحرَ وحده،

لا، إذ في الصّباحات المخضوضرة العاصفةِ

أتقرّى ما يطرأ على جبلِ مورْنِ كوكو،

من الشّروق السّافر

إلى نهايتِه الشاحبة؛

اصّاعدَ الرماديّ كما لا أقوى على احتمالِه،

لم يَعُدْ محايداً،

لم تعُدْ رايةُ الإقدامِ

المتسخة تتعفّر تحتَه،

تبقّعتْ بتَدَرُّجِ الألوانِ

كما الـمَرْوُ، متباينةٌ هيَ

كما السّأمُ،

الرّماديُّ الآنَ سديمٌ

بِللوريٌّ، ألماسةٌ كَلِيْلَةٌ،

حجرٌ مُغْبَرٌّ ورواقيّ،

الرّماديُّ قلبُ السّلامِ،

أشدُّ بأساً من المُحارِبِ

وهو يتخطّى الفصائلَ،

إنّه التّرقُّبُ الشّموليُّ

عندما ترتكزُ أعمدةُ الهيكلِ

على أكُفِّ شمشون.

وهي راسخة، راسخة،

تلك الهنيهة

عندما تغفو صخرةُ العالَمِ الثّقيلةُ

كطفلٍ

على عاتقيِّ أطلسَ الرّاجفتين

وعيناهُ مُغْمَضتانِ،

رزْحٌ ما هو إلا التّوازنُ.

سينيكا، ذلك الملولُ الخرافيّ،

ولاتينيتُه العُقَديّةُ، الوعرة

التي لا أقرؤها إلا في نثار

من لحاءٍ مُهَشَّمٍ، وأبطالُه

الذين طوّعتْهمُ الزّوابعُ،

والذين ينظرون مُستعِينينَ بكلمةِ

"حكيمة" بعينيها الاثنتين،

من خلال أفرُعِ هذه الشجرة،

إلى ما وراء الغبطة،

إلى ما وراء اللفظ الـمُغنّى،

شجرة اللوز السّادرةُ هذه

تذهبُ بهذه اللغةِ

في الرّملِ، بطيئةً،

مع حُبيباتِ الرملِ، مع القرون.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء