أمّي

ظننتُ:
أنها لن تتغيرَ أبدا
تنتظرُ دائما
مرتديةً ثوبا أبيضَ
وبعيونها الزرقاء
على عتبة كل البيوت
دائما تبتسمُ
واضعة هذه القلادة
وفجأةً
يتقطّعُ الخيطُ
واللآلئ الآن تُمضي شتاءَها
في شقوقِ أرضيةِ البيت
تُحبُّ أُمّي القهوةَ
والموقدَ الدافئَ
والهدوءَ
جالسةً
تضعُ نظاراتها
على أنفها الذلق
تقرأُ قصيدتي
ورأسُها الأشيبُ ينكرها
انفلتتْ من بين ركبتيها
ضامةً شفتيها وتكتمُ
إذن هو حوارٌ بلا بهجةٍ
على ضوء مصباحٍ منبعِ العذوبة
حزنٌ ظَمِئٌ
من أيّ الآبار يشربُ إذن
وعلى أيّ الطرق يسيرُ
هذا الولد المختلف حقا عن الأحلام
غذيتُه بحليب عَطُوفٍ
ولكنّ القلقَ يُلهِبُهُ
غسلتُه بدمٍ فَوّارٍ
لكنّ يديه باردتان وخشنتان
بعيدا عن عينيك
اللتين يتخللهما الحُبُّ الأعمى
العزلةُ أسهلُ من أن نَتَحَمّلَها
أسبوعٌ بعد ذلك
في غرفة باردة
قرأتُ رسالتَها
فانقبضَ حلقي
في صفحة حيثُ
كلّ الحروف معزولةٌ
مثلُ قلوبٍ عاشقة.
قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء