أغنية الهنود الحمر: البقاء

نيمّم وجهنا شطر الشمال هروبا من الشتاء

نتسلق الصخور الشاحبة

نتريّث قليلا كي نغفو على حافة النهر

كم هو بارد نهر الشمال

أغمّس جسدي في رمال النهر الضحلة والماء الزمهرير.

 

وأنت تغفو على أغصان النهر الشاحبة المطلة على أوراق الصفصاف

أشمّك في الأوراق الفضّية، يا رجل الجبل الضرغام

فأوراق الصفصاف الخضراء ليست نضرة كفاية كي تواريك

ليس ثمة رجل دافيء مثله

وأنا أضاجع النهر عند شروق الشمس

أسمع أزيز الجليد فوق نبتة التيفا.

يا أسد الجبل يا صاحب العيون الصفراء

أراك تقضم أزهار القمر

بينما نحن في الانتظار

لم أسأل لما اقترفت عناء الرحلة صوب الشمال.

 

لقد تم اصطيادي من أجل قدرتي على الطيران
وأنا وحدي أختبيء في بيت العنكبوت

حيث أتدلى من غصن شجرة رمادية تطل على النهر

أنصت للموسيقى في المساء

حيث أغنية الأغصان اليابسة تخرمش وجه القمر

والضفادع الخضراء المرقطة تغني للنهر

أعلم أنه ينتظرني

أعلم أنه ينتظرني

فأسد الجبل بوصلتي للريح النازفة.

أيها الهنود: هي مسألة وقت إذن

فأنتم لن تستطيعوا النوم في النهر للأبد

تحسسوا رائحة الشتاء

وشمّوا عطب الجبال السوداء

بينما تمسكون بعصافير الطنان:

انصبوا لها الفخاخ بلقاح الأزهار البرية

والبتلات الماطرة من درب التبانة

وأنت تستلقي بجانبي تحت أشعة الشمس

حيث الدفء يحاصرنا

تسألني: هل ما زلت تشمين رائحة الشتاء،

وريح الغابة الجبلية يسافر شرقا فأجيبك: تذوقني

أنا الريح

أنا الغزالة الشرود

أهرول على حافة قوس قزح.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء