أغنية المهد

يا ولدي، أيًا كان مصيرك

فهم، بعصي في أيديهم، يقفون على استعداد

إذ لا موضع لك يا ولدي فوق الأرض

إلا في ميدان القاذورات، وهو الآن زحام.

يا ولدي، اسمع من أمك كلمة:

إن حياة تنتظرك، أسوأ من الوباء.

لكنني لم أحملك إليها

كي ترضى بها في هدوء.

ما لا تملكه، لا تظن أنه ضاع منك

وما لا يعطونك إياه، فاعمل على أن تأخذه منهم.

أنا أمك، لم ألدك

لكي ترضى بها في هدوء.

ما لا تملكه، لا تظن أنه ضاع منك

وما لا يعطونك إياه، فاعمل على أن تأخذه منهم.

أنا أمك، لم ألدك

لكي ترقد ليلًا تحت جسور الأنهار.

قد لا تكون خُلِقت من طينة متميزة

ليس لدي مال من أجلك ولا صلاة

وأنا أعتمد عليك وحدك، حين أرجو لك

ألا تتسكع بين المكاتب والأختام وتبدد وقتك.

حين أرقد في الليل بجانبك بلا نعاس

أتحسس كثيرًا كفك الصغيرة.

هم يخططون لك الآن بالتأكيد حربًا جديدة

ماذا أفعل، حتى لا تصدق أكاذيبهم القذرة؟

أمك، يا ولدي، لم تكذب عليك

ولم تقل إنك شيء فريد،

لكنها لم تقاسِ الهموم في تربيتك

لكي تعلق يومًا في الأسلاك الشائكة

وتصرخ في طلب الماء.

فلتضع، يا ولدي، يدك في أيدي أصحابك

كي تتبدد قوتهم كذرات التراب.

أنت، يا ولدي، وأنا وكل من يشبهوننا

لا بد أن نتحد ولا بد أن نصلي يومًا

ألا يكون في هذا العالم نوعان من الإنسان.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء