أحياناً حين تمطرُ

أحياناً حين تمطرُ

اتبسم لي

وأستحضرُ لحظات الطفولة

حين كنتُ أجالسُني

وأتساءلُ: ما حاجة الناس للثياب؟--

 

أحياناً حين تمطرُ

أستحضرُ اللحظات

حين كنتُ أركضُ صوبَ المطر

(1) «وأصيح: تجي تجي ملانجانا

(2) نتي نتي ملانجانا»

متى سأكبرُ؟

سأكبرُ غداً!.

 

أحياناً حين تمطرُ

أستحضرُ اللحظات

حين كنتُ أرقبُ الماعز

تعدو هاربةً من المطر

بينما تبدو الخرافُ مبتهجة به.

 

أحياناً حين تمطرُ

أستحضرُ اللحظات

حين كنا ننزع ثيابنا

ونحمل زينا المدرسي وكُتبُنا في صرارٍ صغيرةٍ

على رؤوسنا

ونعبر النهر صوب المدرسة.

 

أحياناً حين تمطرُ

أتذكّر تلك اللحظات

حين كانت تمطرُ لساعاتٍ بغزارة

لتملأ برميلنا

لكي نتوقف عن الذهاب لجلبِ الماء

من النهر ليومٍ أو ليومين.

 

أحياناً حين تمطرُ

يهطلُ بغزارة دون توقُّف.

يحضرني أناسٌ

لا وجهة لديهم للذهاب

ولا مأوى

ولا زاداً يأكلوه

إلّا من ماء المطر ليرتوون.

 

أحياناً حين تمطرُ

تمطر لأيامٍ بغزارة

أتذكَّر الأمهات

اللواتي يلدن في مخيَّمات عشوائية

تحت خيام من البلاستيك

وتحت رحمة رياح باردة وعاتية.

 

أحياناً حين تمطرُ

أستحضرْ مهاجرين يبحثون عن عمل

في مدنٍ  كبرى

يتنصّلون من عربات الشرطة في المطر

علّ الظلام يحلّ

كي يجدوا ركنا مخضّلاً يختبئون فيه.

 

أحياناً حين تمطرُ

تمطر بغزارة شديدة وينزل البَرَد،

يحضرني سجناء المؤبد

في جميع سجون الدنيا

هل يا ترى ما زالوا يحبون

رؤية قوس قزح بعد المطر!!

 

أحياناً حين تمطرُ

وحبّات البَرَد تنهال على العُشب

لا أستطيع إلا أن أراها كابتسامات

ابتساماتٍ كثيرةٍ لأصدقاءٍ مبتهجين

وأتمنى لو كل امرئٍ غيري

لديه وجه مبتسم.

 

---

(1) معناها طرف النهر بلغة الزولو

(2) نفسه

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء