آنا التي كانت مجنونة

آنا .. التي كانت مجنونة

عندي سكّينٌ تحت ابطي.

حينَ اقف على روؤس أصابعي

أنقرُ البرقيات.

هل أنا مرضٌ معدٍ ؟

هل جعلتكِ تجنّين ؟

هل جعلتُ الأصوات بغيضة هكذا ؟

هل طلبتُ منك تسلّقَ النافذة ؟

سامحيني .. سامحيني.

لا تقولي إنني فعلتُ ذلك

لا تقولي أنني

لا تقولي

 

صبي كلماتٍ مريميةً في وسادتنا

خذيني طفلةً طويلة نحيلة

في الثانية عشرة من عمرها

في أحضانك الغائرة

اهمسي مثل أوراق عشب

كُليني .. ابتلعيني مثل حلوى الكريمة

أدخليني في فمكِ

أدخليني

أدخلي.

 

أعطيني تقريراً عن حالة روحي

أعطيني بياناً مفصلاً عن أفعالي

ناوليني زهرة برية ودعيني أنصت الى جوفها

ضعيني في الركاب ومرري فوجاً من السائحين

رقّمي خطايايَ في لائحة البقالة ودعيني أشتريها

هل جعلتكِ تجنّين ؟

هل رفعت سماعات أذنك

وأدخلت فيها صافرات إنذارٍ ؟

هل فتحتُ الباب لطبيب الأمراض العقلية ذي الشاربين

الذي جرك خارجاً مثل عربة يد محملة بالذهب؟

هل جعلتكِ تجنّين ؟

أكتبي لي من القبر يا آنّا !

لستِ سوى رمادٍ لكن رغم ذاك

ارفعي قلم "الباركر" الذي أعطيتك إياه

واكتبي لي

اكتبي.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء